أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة سيدنا يوسف عليه السلام

قصة سيدنا يوسف هي رحلة مليئة بالإثارة والتشويق، حيث يتجلى فيها جمال الحكاية الإلهية وعمق الحكمة. تتناغم خيوط هذه الحكاية لتشكل لوحة فنية من الصبر والاحتساب، حيث يظهر يوسف عليه السلام كرمز للجمال والنقاء.

المراحل التي مرت بها قصة سيدنا يوسف عليه السلام

يوسف الصديق
قصة سيدنا يوسف عليه السلام

مولد سيدنا يوسف علية السلام وأخوته

ولد في العراق ببلد تسمي (فدان أرام)، وكانوا يقيمون فيها قبل أن يخرجوا مهاجرين إلى مصر، وظل سيدنا يوسف علية السلام في مصر عندما مكن الله له في الأرض.
ولكن قلبه ظلا متعلقا بالأرض المقدسة وقد اوصي بأن يدفن فيها، ولذلك حمل يوشع بن نون تابوت سيدنا يوسف علية الصلاة السلام من مصر إلى الأرض المقدسة وقيل إنه دفن هناك في البلدة القديمه نابلس.

نشأة سيدنا يوسف علية السلام

نشأ سيدنا يوسف في بيت أبية سيدنا يعقوب علية السلام يتنعم بحنان أبية وعطفة وحبة له، وكان منذ صغرة يتصف بمكارم الأخلاق، واجتمعت فيه جميع صفات الحسن في الخلق والشكل والهيئة، وكان سيدنا يعقوب قد تعلق به دون عن أخوته.

نسب سيدنا يوسف علية السلام

يوسف عليه السلام هو ابن النبي يعقوب ابن النبي اسحاق ابن النبي ابراهيم عليهم أفضل الصلاة واتم السلام، فهو ينتمي الي عائلة شرفها الله بالنبوة والرسالة، ولذلك سمي سيدنا يوسف عليه السلام بالكريم بن الكريم بن الكريم.

رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام

قصة سيدنا يوسف قد بدأت مع الرؤيا التي رآها في منامة، وهي أنه رأي عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له، وقد قص سيدنا يوسف رؤياه على ابيه سيدنا يعقوب علية السلام والذي أمره بأن يكتمها عن أخوته حتى لا يدبروا له الشر.
وبالعفل تحققت رؤية سيدنا يوسف حينما جاء سيدنا يعقوب علية السلام مع أبنائه من الارض المقدسة إلى فلسطين ورفع سيدنا يوسف أبوية على العرش وخروا له سجدا.

كيد وحقد اخوة يوسف

عندما رأى سيدنا يوسف أحد عشر كوكبا والشمس والقمر يسجدون له، وأخبر أبية بالرؤيا وطلب منه سيدنا يعقوب بأن لا يقص او يحكي هذه الرؤيا على أخوته حتى لا يمكرون علية.
ولكن سيدنا يعقوب لم يستطيع إخفاء فرحته التي زادت من قدر محبته لهذا الصبي الذي بدت علية ملامح النبوة، وما كان من إخوة يوسف الا نزغ الشيطان في صدورهم وأشعل نيران الحقد والحسد في قلوبهم.

قصة-سيدنا-يوسف-القوا-به-في-البئر
مكر وكيد أخوة يوسف له

مكر وكيد أخوة يوسف له

اجتمع أخوة سيدنا يوسف يخططون ويدبروا له كيف يتخلصوا منه، وهو الذي استحوذ ببرائته قلب أبيه سيدنا يعقوب عليه السلام واجمعوا أمرهم على أن يلقوه في بئر عميق، وبالفعل بدأوا في تنفيذ مخططهم، وطلبوا من سيدنا يعقوب أن يخرجوا.
جميعا لكي يروجوا عن نفسهم فوافق ابيهم وأخذوه معهم ثم ذهبوا به إلى مكان بعيد، وانزلوا سيدنا يوسف في البئر، وأخذوا قميصه الذي كان يرتديه، ثم رجعوا إلى ابيهم.
وكذبوا عليه ليقنعوه بأن ابنه قد أكله الذئب، ولكن الله سبحان وتعالي قد اوحي لنبيه يعقوب بما يصنعون وأنه الله سبحان وتعالي له الحكمة في أن يتمم مخططهم لأمر ارادة الله.
لابنه وعلي سيدنا يعقوب ان يصبر ويحتسب وقد جاء اخوات سيدنا يوسف الي سيدنا يعقوب يقصو له حكاويهم الكاذبة وما كان الا أنه صبر، واستعان بالله.
وقد ترك الاخوة الحاقدين أخوهم في ظلمات البئر وظنوا أنهم قد تخلصوا من أخوهم وأنه لامحالة في رجوعة، ولكن الشيطان أنساهم قدرة الله، وأن الله قادرعلي كل شي.
وقد مر بعض الرجال ووقفوا عند البئر للسقاية فوجدوا ذلك الصبي الصغيراخرج الرجال الصبي من البئر ثم قاموا ببيعه سريعا بسعر قليل ولكن الذي اشتراه كان له مكانة في بلده مصر.
وقد أكرم معاملة سيدنا يوسف وأحسن إليه واستقر سيدنا يوسف علية السلام في بيت هذا الرجل حتي كبر سنه وأصبح فتيا بهيا يعلوه الحسن في هيئته، وذات خلق حسن، وخلال تلك السنوات أنعم الله عليه بالنبوة والحكمة وعلمه تفسير الرؤي والأحلام.

امرأة العزيز تراود يوسف عن نفسه

وحين كبر سيدنا يوسف وبلغ أشده حاولت امرأة العزيز فتنته وأرادت ان توقعه في الفاحشة واستدرجته، ولكن سيدنا يوسف علية السلام تذكر الله سبحانه وتعالي.
وتذكر فضل العزيز عليه وقال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون وقد اعتبر سيدنا يوسف أن هذا خيانة وظلما لنفسه، وظلما للعزيز الذي اكرمه وأواه في بيته.
واستعاذ سيدنا يوسف بالله تعالي من هذه الفتنة وهرع إلى الباب هربا منها ولكن امرأة العزيز لحقته وأمسكت بقميصه فانشق في يدها واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر.
وحينها ظهر زوجها اشتكت امرأة العزيز من سيدنا يوسف وأتهمته بانه يحاول أن يتعدى عليها وقد وصل خبر إغراء امرأة العزيز لسيدنا يوسف إلي نسوة المدينة، وبدأ الحديث يدور بين أهل المدينة عما فعلت بسيدنا يوسف وحين سمعت ما يدور عليها قررت إعداد سفرة من الطعام لكي تبين لهم سبب فعلتها تلك.
وحين جلس كل منهم أعطت لكل واحد منهم سكينا لاستخدامها في الأكل ثم طلبت امرأة العزيز من سيدنا يوسف علية السلام ان يخرحن عليهن.
وحين ظهر سيدنا يوسف انبهروا من جماله ومع ذهاب عقولهن في ذلك جرحن ايدين بالسكاكين التي كانت معهن ولم يصدقن إن هذا بشر، بل هو ملاك.
قال -تعالى- واصفاً ذلك: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) صدق الله العظيم

ووقفت معتذرة عما فعلته من مراودة سيدنا يوسف علية السلام عن نفسه وبينت امرأة العزيز لهن أن جماله هو سبب فتنتها، وحين رأي سيدنا يوسف علية السلام ذلك دعا الله تعالي.
قائلاً: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِين)

 
يوسف الصديق
يوسف الصديق

تولي سيدنا يوسف أمينا على خزائن مصر

تولي سيدنا يوسف علية السلام الاشراف علي خزائن الارض وأصبح عزيز مصر، وبعد مرور عدة سنوات تحققت نبوءته، وعم الجفاف الارض ولكن خزائن مصر كانت تمتلئ بالخيرات لتنفيذهم وصية سيدنا يوسف علية السلام، وما أمرهم به،
وجاءت الوفود من مختلف البلاد للتزود بالغلال من مصر إلي أن جاء وفدا ليس غريبا هذه المرة ولكن كان هما اخوت سيدنا يوسف الذي قد عرفهم.
من أول ماراهم ولكن هما لم يعرفونه، وطلبوا من سيدنا يوسف ان يعطيهم فوق عددهم لأن عندهم اخ أخر لكن ابوة لا يتركه يسافر معهم، وأوفي لهم سيدنا يوسف الميكال لكن طلب منهم.
ان يأتوا بأخيهم المرة القادمة ليكيل له معهم. فأمر سيدنا يوسف رجاله أن يضعوا لهم ما جاءوا به لمبادلته حتى يرجعوا مرة آخري، لأخذ ما يريدون، ولما رجع إخوة يوسف إلي سيدنا يعقوب علية السلام.
وجدوا بضاعتهم ردت إليهم وظلوا يحاولون مع سيدنا يعقوب أن يسافر أخوهم معهم بشرط أن يتعهدوا له بحفظ سلامة أخيهم، وبالفعل تحقق لسيدنا يوسف علية السلام ما أراد.
وجاء أخية معهم الذي كان يحبه ودبر لمجيء أبية بأن أمر رجال القصر أن يضع مكيال الغلا في رحل أخية حتى لا يعود
معهم حاول إخوة يوسف ان يأخذوا أخاهم وأن يتركوا احدا منهم مكانة، ولكن سيدنا يوسف رفض ورجع الاخوة إلى ابيهم الذي بكي وابيضت عيناه من الحزن وطلب سيدنا يعقوب من أبنائه ان يعودوا.
لعزيز مصر ويطلبوا منة أن يترك لهم أخاهم وعندما عاد الاخوة إلي يوسف وقالوا له ماذا حدث لإبيهم رق قلب سيدنا يوسف، وعرفهم من هو، وأعطاهم قميصه حتى يرتد بصر ابيه.
وعرفوا اخوة يوسف ما فعلوه في سيدنا يوسف وندموا على ما فعلوه، وأن الله نجي سيدنا يوسف ورزقه الحكمة والنبوة ثم عاد إخوة سيدنا يوسف إلي أبيهم ومعهم البشري والتي يعلم بها أبوهم.
من قبل مجيئهم فيدخل الأبناء على سيدنا يعقوب ويلقون بقميص سيدنا يوسف علي وجه أبيهم فيرتد إلية بصرة، ثم غادر سيدنا يعقوب وبنية إلى مصر لرؤية ابنه الذي اشتاق لرؤيته بعد كل تلك السنين.
وعندما وصل سيدنا يعقوب وأبنائه إلى مصر فدخلوا على سيدنا يوسف علية السلام، وهو جالس في مجلسه، فما كان سيدنا يوسف إلا أن رفع أبويه بجانبه، وذكر سيدنا يوسف علية السلام أن هذا هو تأويل رؤيته التي قصها على أبيه سيدنا يعقوب وهو صغير، وشكر ربه وحمده على ما أنعم به عليه من النبوة والحكمة.

العبرة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام هي:

  • حفظ الاسرار وحفظها وعدم البوح بها لمن لا يصونها.
  • المساواة في التعامل بين الأبناء.
  • أهمية الرجوع إلى الله دائما في السراء والضراء.
  • أن نتوكل على الله تعالي في كل أمورنا.
تعليقات